Arabic translation of Most recent post
إن إحدى النقاط الجديرة بالنظر فيها مليًا، لا سيما فيما يختص بسوريا، وفيما يتعلق بالاستراتيجية الجغرافية السياسية للغرب في المنطقة، هي العواقب المتوقعة الناتجة عن تدفق اللاجئين. ومن الواضح أن الكثيريرين، في موقفهم إزاء الصراع في سوريا، يحددون تقويض إيران على أنه هدف الغرب (والعربية السعودية). وباعتقادي أن مصلحة الغرب طويلة الأمد تكمن في زعزعة استقرار تركيا. ومن المعروف جيدًا إلى حد ما أن ملئ أي بلد باللاجئين هو وسيلة معتمدة جدًا لخلق عدم الاستقرار في ذلك البلد… وليس بالضرورة على نحو سريع، بل عميق.
“… وقد يؤثر تدفق اللاجئين مباشرةً على أمن واستقرار البلد المضيف عن طريق المساهمة في الصراع المسلح والمنظم على أرض البلد المضيف … ويزيد تدفق اللاجئين من البلدان المجاورة بشكل كبير خطر وقوع حرب أهلية. وبالإضافة إلى اللاجئين أنفسهم، قد يتدفق عبر الحدود المقاتلون الأجانب، والأسلحة والأيديولوجيات التي تساهم في العنف. “ويمكن أن تعمل مجموعات “المحاربين اللاجئين” على توسيع نطاق شبكات الثوار لتطويق البلد المضيف عندما تقوم الميليشيات بإقامة قواعد على أرض خارجية وعندما تشكل روابط مع مجموعات المعارضة المحلية تتبنى توجهًا سياسيًا مشابهًا أو تنتمي لنفس الخلفية العرقية”
نُقِل هذا عن بحث أعده البروفيسور آيدين صالحيان في عام 2007، وبصراحة إن هذا هو ما يحصل بالضبط في تركيا اليوم. وقد تستغرق هذه العواقب وقتًا لتظهر، ولكنها لن تكون جيدة، خاصة بالنظر إلى الماضي الطويل من العداء، والمنافسة، والريبة بين الأتراك والعرب. ولن يتطلب الأمر الكثير لإثارة الجوانب الأكثر سلبية للقومية التركية ، القوية على نحو لا يصدق، إن شعر السكان، أو قادهم الاعتقاد، بأن تدفق اللاجئين، ربما من العرب الراديكالين، يهدد هويتهم أو سيادتهم. ويمكن لأي صراع محتمل من هذا القبيل الكشف السريع عن النفوذ الوليد لتركيا في العالم الإسلامي. ولنذكر، أنه منذ فترة ليست بطويلة، تمت الإشارة إلى تركيا في الإعلام المصري على أنها جزء من “محور الشر”، مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد عمل أردوجان عل تغيير ذلك، ولكن قد تنشأ المشاكل من الحرب السورية التي من شأنها أن تجبره على اتخاذ خطوات لحماية مصداقيته في بلده، بينما تنقص من شعبيته في العالم العربي، في حال الوقوع الفعلي لتلك العواقب المتوقعة من أزمة اللاجئين.