طالما أن نظام الدولة يُعبّأ من قبل نخبة من الشركات الدولية ولمصالحها, فإنه لا يهم ما هو الشكل الذي يأخذه هذا النظام سواء كان ديمقراطيا أو شموليا, ولا يهم أيضا من هو طاقم النظام أو الذين يقومون بإنجاز أعماله, فرئيس الدولة, وكل فروع بنية الدولة, بما في ذلك نظام القضاء يتمسكون ويلتزمون ” ولا يمكنهم سوى ذلك” بدورهم المؤسسي ضمن النظام الإمبريالي, ويتبعون القوى الخاصة, فإن فشلوا في دورهم هذا سيتم استبدالهم, ومن غير المنطقي أيضا أن الحكومة تستبدل إذا كانت فاقدة للسيادة.
إذا استطعت إزالة الحاجز الذهني أمام اعتبار الحكومة كقوة وسلطة مهيمنة داخل المجتمع يمكنك أن تبدأ بإدراك مكامن القوة الحقيقية, وتدرك أيضا ما هو دور الحكومة وهو التبعية لتلك القوى الخاصة. عند تلك النقطة يمكنك أن تتحقق من علاقتك مع بنية القوة الحقيقية ولأي مدى يمكنك أن تأثر عليها. يمكنك أن تفهم أهدافها والوسائل التي تنتهجها لتحقيق تلك الأهداف, ويمكنك أيضا أن تستنتج كيف أن هذه الأهداف والوسائل معرّضة للتدخل من الشعب.
من البديهيات الأساسية أن أي أحد يستطيع أن يعطل أو يحدث خللا في النظام فهو وضع يمكنه من السيطرة عليه.