إذا لم تستخدم المظاهرات الجماهيرية لتحقيق تعطيل فعلي للنظام ( وتعطيل النظام لا يعني تعطيل الحياة اليومية للناس, وإنما تعطيل الآليات التي من خلالها يحقق النظام اهدافه).. فعليهم حينها أن يستخدموها لإبراز قضايا ذات مغزى ومعنى لقضيتهم.
يمكن لهذه المظاهرات أن تكون ذات قيمة إذا تزامن معها تكتيكات أكثر قوة كوسيلة للإشارة إلى طرق حل الأزمة. أو بعبارات اخرى, كلما كان عدد الناس الذين لديهم استعداد حقيقي لمواجهة النظام أقل كلما كانت افعالهم أكثر تركيزا واستهدافا, وكلما زادت الحسابات لتحقيق أقصى آثار تعطيلية كلما شكلت هذه الأفعال أزمات أكثر لبنية السلطة ( وانا لم أقل هنا “الحكومة” ) بالإضافة أن المطالب التي يرفعها المتظاهرون سوف توضح الطريق لإنهاء هذا التعطيل.
مرة ثانية, هذه المطالب والقضايا يجب أن تكون محددة, تشمل قضايا اقتصادية واجتماعية, ومشتركة بين كل المصريين, وليس عامة أو سياسية أو تختص بحزب أو مجموعة سياسية محددة دون غيرها.