مثال توظيف الصين لـ ” سلاح المال” هو مثال مهم لأنه يقدم سابقة نظرية حسب منطق حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن تسديد الديون أمر قسري, وتحديدا عندما يسبب ذلك أزمات اقتصادية واجتماعية يمكن تصنيفه كعدوان أو بمثابة اتخاذ إجراء حرب.
يعتبر هذا إلى حد بعيد ذو علاقة بالوضع في مصر هذه الأيام, حيث نرى أن الحكومة فعليا لا تدع خيارا غير جعل مطالب المقرضين الأجانب أولى من المطالب الأساسية للناس. ولدرجة أن توصيل الكهرباء قد توقفت في منتصف الطريق وتم مضاعفة الأسعار, كما أن الخبز يتم تقنينه, و الناس يجبرون على الخروج من منازلهم لإفساح المجال لتوسيع مشاريع الشركات, وهكذا دواليك.
ويضيف حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن أعمال العدوان (بما في ذلك العدوان المالي) التي ترتكب من قبل كيانات (غير دول) هو مبرر للرد العسكري. ويجب أن يكون واضحا أن أكثر الكيانات الغير دول قوة في وقتنا الحاضر (وفي العديد من الحالات أقوى من الدول أنفسها) هي ليست الجماعات المتمردة أو الشبكات الإرهابية, وإنما هي الشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات المالية.
كيانات القوة هذه تشن الآن حربا لاحتلال مصر حسب تعريف حلف شمال الأطلسي من خلال سلاح المال والمساعدات المارقة, فهم ليسوا بحاجة لأن يغزوك بأي جيش لأن الجيش المصري مرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد, كما أن مصالح طبقة الضباط تتوافق مع مصالح الشركات المتعددة الجنسيات, فيتيحون بذلك للشركات المتعددة الجنسيات أن يجتاحوك بواسطة جيشك.