يجب أن نعترف بواقع أن الصهاينة لم ولن يتخلوا عن هدفهم “إسرائيل العظمى” كما تصورها ثيودور هرتزل, وهذه الغاية لم تبق حبيسة قلوبهم كحلم يأملون فيه بشكل سلبي, وإنما قاموا بالتخطيط له بشكل إيجابي ووضعوا استراتيجيات لتحقيقه فعليا منذ الخمسينيات.
أكثر الميزات المعروفة لهذه الإسرتاتيجيات ومن خلال العودة لوثائق المخططات منذ وجود إسرائيل, هي فكرة تفتيت وتقسيم الدول العربية المحيطة بإسرائيل إلى دويلات ومقاطعات طائفية وعرقية. إنها استراتيجية أساسية, إذا لم يكن هناك مفر من مفهوم توسع إسرائيل.
حينما ترى تطبيق هذه الإستراتيجيات على الأرض, أعتقد أنه لا بد أن تشكل قلقا كبيرا. تفحص بدقة الأحداث والفاعلين المتورطين فيها سواء كانت هذه الأحداث ثورات عربية, أو كان هؤلاء الفاعلين هم من المجاهدين.