كاتب هذا المقال هو ليبرالي جديد محترف ومتخصص بشرح قضية لماذا يجب على الفقراء المحظوظين التضحية من أجل أصحاب الثراء الفاحش الغير محظوظين من أجل استقرار الإقتصاد.
المقال يدور حول إصلاح الدعم في مصر, الهند وأندونيسيا. يمدح الكاتب السيسي لتصديه الجريئ ” لثقافة الإستحقاق” للفقراء والجائعين في مصر بالرغم من انه وصل سدة الحكم دون انتداب شعبي, بينما ينتقد مودي في الهند بسبب عدم فعله كما فعل السيسي بالرغم من أنه انتخب من قبل “أغلبية كبيرة من السكان”. بينما إذا كان مفاجئا أن رئيس منتخب ديمقراطيا سيأخذ بعين الإعتبار وجهات نظر ناخبيه بينما الرئيس الغير منتخب دبمقراطيا لن يفعل ذلك, إلا أننا سنضع ذلك جانبا.
إنه يكرر المعتاد المغالطة حول الحاجة الطارئة لإصلاح الدعم في مصر ويقترح استبدالها بتحويلات مالية مشروطة لأفقر الفقراء, وهذا ما سوف يحصل. إنها توصية صندوق النقد الدولي, البنك الدولي, مؤسسة كاتو, مؤسسة بروكينجز, وكل مراكز الفكرالليبرالية الجديدة المنحازة لنظام الشركات الإمبريالي, لذلك ستكون سياسة السيسي, فهو ديكتاتور يتلقى الإملاءات, ولذلك هو في مكانه.
هناك العديد من النقاط هنا: فأولا: المبرر المنطقي للحاجة لإلغاء ووقف الدعم هو زائف. إنه يتكرر على ألسنة كل المؤسسات التي ذكرناها, على ألسنة أشخاص مثل أحمد هيكل من شركة القلعة القابضة, وكل شركة مهتمة بالرأسمالية المفترسة, بأنه يجب على مصر التعامل وتسديد مع عجزها. وهذا باطل ومغلوط كليا. فالدين المصري نسبة للناتج المحلي هو 14% وهو أحد أخفض مستويات العجز في الدول النامية وتقريبا خمس مرات أقل من العجز الأمريكي, وست مرات أقل من نسبة الدين لنسبة الناتج المحلي في بريطانيا, و 15 مرة أقل من نسبة العجز الياباني. الدين المصري ليس حقيقة اقتصادية حتمية على الإطلاق.
المشكلة الثانية أن التحويل النقدي لا ينفع. عندما تلغي المساعدات وخصوصا للوقود فإن أسعار كل شيئ سترتفع. التحويل النقدي لا يعكس التضخم, فربما تعطي الفقير بعض المال ليشتري خبزا, لكن سعر الخبز ليس ثابتا بل متقلب, وبزيادة سعر الإنتاج والنقل فإن سعر الخبز سيزداد, فالعائلة الفقيرة ذات الجيب المليئ بالمال النقدي ستجد نفسها في محاولة بائسة وغير كافية للحفاظ على نفسها في سوق غير منتظم.
هذه البرامج قد جربت ودرست في اماكن قبل مصر. يمكن فقط اعتبارهم كناجحين إذا كان المعيار الوحيد للنجاح هو خدمة وتسديد العجز وقدرة الشركات المتعددة الجنسيات على جني الأرباح المحلية التي تعكس أسعار السوق الدولية.
وما هو صممت خصيصا لأجله