العناصر الإيجابية في المنظمات الكبرى, والقدرة على تعبئة وتحريك أعداد كبيرة, والحصول على التمويل, والدعم الموثوق للبنية التحتية, الخ.., هي للأسف تقابل بسلبية ضخمة وأخطاء لا يمكن تفاديها.
التنظيمات الضخمة هي مكرسة كليا لاستمراريتها, لانهم يساوون خطئاً بين سبب وجودهم وبين وجودهم نفسه.
بعبارات اخرى, بدأوا يعتقدون أن سبيلهم ومنظمتهم واحدة, وأنهما الشيئ نفسه.
حينما تصل المنظمة لدرجة الارتباك تتوقف عن كونها مفيدة وفي الغالب تصبح عائقا في الطريق الذي انشئت من اجل خدمته.
في حالة المنظمات الثورية والتي هي في الحقيقة ( متناقضة), تكمن أهم طرق التأثير في علاقتهم مع السلطة التي يعارضونها, وفي قدرتهم على التحكم بالمعارضة.
وهذا يعني قدرتهم على تثبيط مناصريهم مقابل تنازلات من السلطة. الحقيقة أن تعبئتهم وتثبيطهم للمناصرين لا تعد شيئا أكثر من تكتيكات لتحسين موقفهم لاجراء صفقة مع مع السلطة. ناهيك عن خطابهم.
هم ليسوا معنيين حقا بتغيير اساسي للنظام لأنهم جزء مندمج في النظام ويعملون من خلاله, ويستثمرون فيه, والتغيير الأساسي الحقيقي هو ضد مصالحهم كما هو ضد مصالح السلطة.
إذا كان هناك أي تساؤل حول إذا ما كانت جماعات المعارضة الأكبر في مصر ستفاوض مع النظام أو لا , أو هل انها بالفعل تتفاوض, فإن الجواب هو: هذا ما تفعله المنظمات.