نقل عن رئيس الولايات المتحدة جون أدمز قوله: “هناك طريقتان لغزو واستعباد شعب ما. إحداهما بالسيف. والأخرى بالدَيْن.”
ولا أود بالضرورة التركيز كثيرًا على هذا الموضوع، ولكنه بالغ الأهمية ولذا سأذكر فقط أمرين عن نظام المصرف المركزي الخاص….
إن المفهوم برمته تطور أساسًا كأداة للاستعمار، للإمبريالية .. طريقة للإبقاء على الأراضي، التي خضعت للغزو، مستعبدة .. وحقًا أن ذلك وثيق الصلة بالموضوع. فقد تم اختراع المقص بدايةً لقص الأشياء.. ولا يزال يستخدم لنفس الغرض، إن كنت ترى ما أعني.
عندما يُعطَى مصرف خاص صلاحية طباعة العملة لبلد ما، وهي إحدى الأدوار الرئيسية للمصرف المركزي، فإن هذا يعني أن الحكومة تصبح على الفور ودومًا.. في دين. ويعني ذلك، بالطبع، أن يصبح السكان في دين.. مديونيين لأصحاب المصارف المركزية. انظر إلى الولايات المتحدة، حيث يصل ما يسمى بالدين الوطني المستحق لأصحاب المصارف الخاصة إلى حوالي 5 تريليون دولار. ويتم دفع ثلث ضريبة الدخل من المواطنين الأمريكيين فقط لسداد، ليس الدين، بل الفوائد المترتبة على الدين. إنه لأمر مذهل! وإن كانت الحكومة تطبع نقودها الخاصة بها، لما كان الحال كذلك.
وكأداة للسيطرة الإمبريالية، من المثير للاهتمام استخدامها لأول مرة في المستعمرات الأمريكية. وقد بدأ الأمريكيون طباعة عملتهم الخاصة بهم، وحظرها البريطانيون، لإبقائهم خاضعين للملك. وقد كان هذا في حقيقة الأمر أحد الأسباب الرئيسية للثورة.
وأنصح بشدة قراءة سيرة صلاح الدين للمؤلف علي محمد الصلابي، حقًا، حتى فقط الجزء الذي يتحدث فيه عن الصليبيين. وكلمات جون أدمز صحيحة بالتأكيد، وقد أفاد الغرب على مر التاريخ من الأدوات الاقتصادية بهدف احتواء هيمنة المسلمين، وبالطبع تدميرها. وتقع بلادنا، واحدة تلو الأخرى، في عبودية الديون، بعضها بالقوة، والبعض الآخر بالجهل.. والمحصلة واحدة.