إن الكيانات المسيطرة على السياسة ، حتى في ما يسمى بالأنظمة الديمقراطية ، والمجتمعات العامة ، فتأثيرها يكاد يكون ضعيف.
فالأكثر فقرا هم الأقل نفوذا ، بغض النظر سواء كانوا يعبرون عن أغلبية الشعب أم لا.وقد فسرت “نظرية الاستثمار ” لتوماس فيرجسون هذه الحقيقة ووثقتها توثيق كامل
فإن الكيانات الأكثر نفوذا ، هي الكيانات الرأسمالية بطبعها : مثل الشركات والبنوك و المستثمرين ، وما شابه ذلك ، ليس فقط لديهم سيطرة على العملية السيا سية ؛ و ليس فقط يهيئون الحكومة لخدمة مصالحهم ،بل و في حقيقة الأمر ، فإنهم يحددون بشكل كبير الظروف المعيشية اليومية الخاصة بنا .هذه هي النقطة التي تستفز شعور النشطاء و المتظاهرين ، الثوار ، الخ ( الذين يشكلون ذلك الجزء من المجتمع الغير مؤثر ) ، فيعملون على تركيز طاقاتهم ومجهودهم ليس على الحكومة نفسها ، بل على هذا الجزء المجتمعي المؤثر بشكل كبير على الحكومة ، كبديل عن ذلك
نحن لسنا في موقف للضغط على الحكومة ، ولكننا في موقف للضغط على هؤلاء الذين يستطيعون الضغط على الحكومة . .