إنه يبدو وكأنها المذابح وحدها تجعلنا نتذكر فلسطين, بينما الجريمة في الحقيقة مستمرة ليل نهار, وعلى مدار السنة, سنة تلو سنة. الصهاينة منشغلون بعملهم كل الوقت, يجب عليهم ذلك. هذا بحد ذاته هو اشارة على الضعف.
ولكن نحن في حالة دائمة من التفاعل, هم يستثيرون ونحن نتفاعل, هم يحرضون ونحن نستجيب, هم يهاجمون ونحن ندافع. هم يملون علينا الطريقة التي نواجهها بهم. هم يحددون الوقت, المكان, ووسيلة المواجهة. وهذا هو شكل من أشكال هزيمتنا.
نحن بحاجة أن نوسع فهمنا لما يشكل العدوان والهيمنة, وبحاجة كذلك أن نتفاعل مع هذه التعريفات الجديدة بتكتيكات أكثر فعالية وإبداعية.
قوة أعدائنا ليست بسيطة لتكون معتمدة بشكل أساسي على القوة العسكرية, والطريقة التي يحاربوننا بها ويؤسسون لسيطرتهم هي ليست طرية تقليدية في المقام الأول. لا يمكننا في الحقيقة أن ندافع عن أنفسنا بشكل كاف من خلال النضال العسكري التقليدي, ولا بمواجهتهم بشكل فعال من خلال وسائلهم.
هذا لا يعني أننا لا نستطيع مقاتلتهم بفاعلية, وهذا لا يعني أننا لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا بشكل كاف, علينا فقط أن نقاتل وأن يكون دفاعنا أكثر جدية, وأن نفكر بعمق, وأن نكون أكثر استباقا للاحداث.
لا يجب أن ننتظر حتى تفرض الازمات علينا قبل أن نتذكر أن لدينا أعداء.