بعيدا عن الوظيفة السياسية الإقليمية والمرابح الإقتصادية, إحدى الأسباب الجوهرية للعمل العسكري الإسرائيلي سواء في غزة أو أي مكان آخر هو تحويل الإنتباه المحلي عن المشاكل الداخلية الحادة التي يواجهها المشروع الصهيوني.
إنه السبب ذاته الذي يقف خلف أكثر حروب الولايات المتحدة ضد الإرهاب. إنه تكتيك لتهدئة السكان المحليين والسيطرة عليهم, ووسيلة لكتم أي نقاش لمظالمهم من أجل مقاضاة حرب “الأمن الوجودي” لإسرائيل.
لأن الواقع أن إسرائيل هي مجتمع مختل ومنفسم بحدة, وكما قلت من قبل, هي ليست دولة, لكنها تمتلك شعبا يتوقع منها أن تتصرف كدولة. هم يعتقدون أنهم يعيشون في دولة كبقية الدول الأخرى, ولا يستطيعون إدراك أنهم مشاركون في تجربة استعمارية لا يمكن أن تستمر. هذا يخلق توترا داخليا.
عندما تزداد هذه التوترات سوءا ومصادر هذه التوترات (البطالة, الفقر, تفاوت الأجور, ارتفاع اسعار المعيشة, السياسة الضريبية الغير متكافئة… الخ) تزداد سوءا كذلك, فإن اسرائيل تصبح شيئا فشيئا أقل قابلية للنمو. ولذلك فإنه من مصلحتنا أن نكتشف طرقا لمفاقمة هذه المشاكل. ومع ذلك, إنه من المتوقع حين تصبح هذه التوترات أسوأ, أن تزداد الأعمال العسكرية الإسرائيلية كثافة.
كلما تزداد إسرائيل قربا لزوالها كلما تصبح عنيفة ومغامرة أكثر. لكن في النهاية, لن يكون باستطاعتها أن تطيل وجودها فقط على أساس وظائفها العسكرية, فالديناميكية لسلطة وسيطرة العالم تتغير بشكل كبير بالنسبة لاسرائيل لتفترض أنها ستكون مفيدة لنظام السلطة العالمي لأجل غير مسمى.