Re-Posting from May 18
لسوء الحظ, أغلب الأحزاب القائمة في مصر بما فيها الأحزاب الإسلامية ترتبط بشكل وثيق بالإقتصاد, وتأتي من خلفيات الطبقات العليا, فهم لذلك يرون فوائد محتملة من النظام الليبرالي. وهذا منع قيادتهم من توضيح حقيقة الكارثة التي تواجهها مصر بصدق, وبدلا من ذلك أعلنوا أن الإنقلاب هو ما يفسد الديمقراطية, أو يتظاهرون أن السيسي هو نفسه سبب المشكلة. هذه هي لعبة سياسية حتى وإن كانت تلعب بنوايا حسنة.
لا يوجد حزب ذو مطامح اقتصادية قادر على منافسة الجيش في إدارة تنفيذ البرنامج الليبرالي (وإدارة تنفيذ البرنامج الليبرالي هو كل ما تقوم به الحكومة اليوم)وذلك ببساطة لأنها تلجأ للجيش لقمع المظاهرات وإضطهاد الناس.
حينما تكون القوات العسكرية مرتبطة جدا بالإقتصاد, ما الذي يدفع الجيش للقبول بدفع الإصلاحات الليبرالية التي من شأنها إفادة الإخوان المسلمين أو أي حزب بدلا من الجيش نفسه؟
في الحقيقة, إنه من المهم جدا بالنسبة للجيش أن يدير العملية الليبرالية بدقة لأن هذه العملية تعتمد بشكل كبير على التخلص من الممتلكات, الأمر الذي يعني التوزيع الإجبراي لشركات الجيش لمستثمرين أجانب وشركات متعددة جنسيات . وهذا في الحقيقة يفسر سبب معارضة الجيش لليبرالية في البداية. الإنقلاب كان استراتيجية اقتصادية, ليس أكثر ولا أقل.
أنا أشك في قدرة أي حزب على مواجهة النظام الليبرالي جوهريا بدلا من منافسته على منصب ما. إذا تمكنّا من تطوير نظريات استراتيجية, وتمكنّا من تعريف ديناميكية السلطة في المجتمع بشكل صحيح فيمكننا أن نصل إلى مرحلة ناضجة أبعد من الإحتياجات التقليدة للأحزاب والمنظمات, ويمكننا خلق ثورة مفتوحة المصدر في مصر يمكنها أن تتجنب الفوضى وتحرر النضال من أصحاب المصالح الخاصة ومن الهياكل الهرمية للأحزاب القائمة.
#ثورة_مفتوحة_المصدر