بدأت الولايات المتحدة حملة عسكرية عدوانية اخرى على العالم الإسلامي, بدأتها بضربات جوية على سوريا والعراق دون غاية محددة.
كالعادة فإننا نستغني بالمسوغ المعلن للهجوم , وتحديدا بسبب السخط المعنوي النفاقي الواضح وضوح الشمس, ويمكننا أيضا أن نعرف الأسباب الحقيقية بالاخذ بعين الإعتبار النتائج المتوقعة.
أحد الأسباب التي يتم تحقيقها هو أن الدولة الإسلامية تشهد زيادة دراماتيكية في التجنيد. وأمر آخر يتم تحقيقه هو إغراق تركيا والدول الأخرى المجاورة لتركيا باللاجئين. ومن بين العوامل الأخرى التي تخدم هذين الهدفين لتمكين امريكا من تحقيق هدفها الأساسي الذي يكمن وراء كل غزو عسكري وهو إطالة أمد التعطيل والفوضى بالقدر الذي يصبح فيه فساد الحالة السياسية والإقتصادية لا يمكن تصليحه, وتصبح مقاومة الهيمنة مستحيلة.
ردت الولايات المتحدة على هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بنجاح بتوسيع تنظيم القاعدة ووصوله إلى اماكن لم يكن فيها من قبل. بل حتى أنها ادت لوجود منافسين جدد أكثر قسوة ويكرسون أنفسهم لرؤية إقامة دولة إسلامية لم يفكر بها حقيقة أي داعية إسلامي إلا المستشرقين المتخوفين من الإسلام مثل دانييل بيبس.
لذلك نعم, نحن نعلم ما هي النتائج التي نتوقعها, فهي نفس النتائج التي تم الحصول عليها من قبل وأهمها تكاثر الدولة الإسلامية وانتشارها في دول ترغب الولايات المتحدة بتدميرها وزعزعة استقرارها في المنطقة وبالتحديد تركيا.
السلطة لا تمتلك شيئا تخاف عليه من المتطرفين, فهي تدعمهم وتستفيد من مصالحهم. السلطة تستفيد منهم وتجني الربح من نشاطاتهم.
الإسلام الموثق – وهو ليس الإسلام كما يعرفه غير المسلمين- هو الإيدولوجية الوحيدة, نظام الإعتقاد الوحيد, نمط الحياة الوحيد الذي يشكل أي تحد ضد عبادة الطبقة الحاكمة, ضد المادية السريعة, وضد النظام الحاكم من نخبة الشركات. انه الحل الوحيد لتجاوز النظام العالمي اللاإنساني الذي يعتزم استعباد 99% من الناس من اجل تحقيق أرباح خاصة فاحشة لنخبة من 1%. إنها الطريقة الوحيدة لتحرير المجتمع من عبادة أصحاب الثراء الفاحش ومن العقيدة الرأسمالية الليبرالية الجديدة.